ما هو التداول اليومي؟ 5 طرق لإتقان استراتيجيتك في التداول اليومي

AR.heroimage.Exness Insights - ما هو التداول اليومي؟@3x.png

ما هو التداول اليومي؟ ولماذا يستقطب هذا النمط من التداول حماس الكثيرين رغم ما ينطوي عليه من صعوبات؟ يسعى المتداولون اليوميون إلى اقتناص الفرص من تقلبات السوق السريعة، من خلال فتح وإغلاق صفقاتهم ضمن نفس اليوم. في هذا الدليل، نستعرض آلية عمل هذا الأسلوب من التداول، والأدوات التي يعتمدها المتداولون اليوميون، إلى جانب نصائح مهمة لرفع كفاءة الأداء وتحقيق أفضل النتائج.

يُعرف التداول اليومي، و ما يُسمّى أيضًا بالتداول خلال اليوم، بأنه أحد أكثر أشكال التداول إثارة وسرعة في أسواق المال. فهو يدمج بين مفهومي الاستثمار والمضاربة، ويُعد ساحة للمتداولين الذين يجيدون التعامل مع التقلبات الآنية. لكن، ما هو التداول اليومي تحديدًا؟ وكيف يُمارس؟ يعتمد المتداول اليومي على الاحتفاظ بالصفقة لفترة وجيزة، قد تمتد لبضع ساعات، أو حتى لبضع دقائق، بغرض تحقيق أرباح من تحركات الأسعار الطفيفة خلال اليوم.

يُمارس هذا النمط من التداول بكثرة في سوق الفوركس، وسوق الأسهم، والعقود المستقبلية، و عقود الخيارات المالية. وعلى الرغم من مخاطره العالية، إلا أن العائد المحتمل قد يفوق التوقعات. ومن خلال هذا الدليل، ستتعرّف على المبادئ الأساسية للتداول اليومي، وإمكانات تحقيق الأرباح من خلاله، إلى جانب عرض لأهم المنصات المخصصة لهذا النوع من التداول، مع خمس استراتيجيات فعّالة تسهم في تعزيز أدائك وصقل مهاراتك كمتداول.

ما هو التداول اليومي؟

تعريف التداول اليومي

يقوم التداول اليومي على اتخاذ القرارات وتنفيذها خلال يوم تداول واحد، إذ يُقدِم المتداولون على فتح صفقاتهم وإغلاقها قبل إغلاق الأسواق، سعيًا لتحقيق أرباح من التقلّبات الطفيفة التي تطرأ على الأسعار خلال ذلك اليوم.

وقد استقطبت هذه الاستراتيجية جمهورًا واسعًا من المتداولين في أسواق مالية متعددة، من أبرزها:

  • سوق الأسهم: حيث يستغلّ المتداولون تحرّكات أسعار أسهم الشركات خلال اليوم لتحقيق مكاسب.
  • تداول عقود فروقات الفوركس CFD: تُتداول أزواج العملات في أسواق تتّسم بسيولة عالية وسرعة في التنفيذ.
  • العقود الآجلة: وتُبرم هذه العقود على سلع و مؤشرات الأسهم.
  • الخيارات: وهي عقود تمنح الحق في شراء أو بيع أصل مالي بسعر محدد ضمن إطار زمني معين.

ونظرًا لأن المتداولين اليوميين لا يحتفظون بصفقاتهم إلى ما بعد إغلاق السوق، فإنهم يتجنّبون المخاطر المرتبطة بتقلّبات ما بعد ساعات التداول، مما يجعل هذه الاستراتيجية جذابة لأولئك المتداولين الذين يميلون إلى الأساليب الجريئة والسريعة في إدارة صفقاتهم.

رسم بياني من Exness يُظهر العديد من صفقات تداول اليومي المفتوحة في سوق الفوركس.

كيف يعمل التداول اليومي؟

المتداولون في التداول اليومي يسعون إلى اغتنام التحركات السريعة للأسعار، مستندين إلى مزيج دقيق من التحليل الفني، ونبض السوق، واستراتيجيات التداول المختلفة. ويكمن هدفهم في اقتناص الفرص خلال فترات قصيرة، من خلال فتح وإغلاق الصفقات سريعًا قبل أن تتبدّل ظروف السوق، طمعًا في جني أرباح متكررة خلال اليوم ذاته.

فيما يلي أبرز الجوانب التي يقوم عليها التداول اليومي:

  1. التحليل الفني: يشكّل التحليل الفني الركيزة الأساسية في التداول اليومي، إذ يعتمد المتداول على أدوات مثل الرسم البياني والمؤشرات الفنية لاستشراف اتجاهات الأسعار. من بين أبرز تلك الأدوات: المتوسطات المتحركة، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، وبولينجر باندز، وكلها تُستخدم لتحديد نقاط الدخول والخروج.
  2. نفسية التداول الجماعية: لتحديد اتجاهات تحرك الأسعار، ينبغي على المتداول أن يمتلك فهمًا عميقًا لسلوك السوق، مستندًا إلى الأخبار الاقتصادية، والتقارير المالية السابقة، والعلاقات بين الأسواق المختلفة، فضلًا عن إدراك أنماط سلوك المتداولين أنفسهم.
  3. التذبذب والسيولة: الأصول المالية كأزواج الفوركس الرئيسية والأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة، ذات السيولة المرتفعة والتقلب المعتدل خيارات مثالية للتداول اليومي، إذ تتيح فرصًا للحركة السريعة للأسعار مع إمكانية تنفيذ الصفقات بكفاءة.
  4. الرافعة المالية والهامش: غالبًا ما يلجأ المتداولون إلى استخدام الرافعة المالية وتعزيز الهامش لزيادة حجم صفقاتهم، رغم ما يحمله ذلك من مخاطر مضاعفة، لما في ذلك من فرصة لتحقيق أرباح أكبر.

مقارنة: المتداولين اليوميين مقابل المستثمرين على المدى الطويل

المستثمرون على المدى الطويل

المتداولون اليوميون

الميزة

أشهر/سنوات

ساعات/دقائق

فترة الاحتفاظ

نمو رأس المال على المدى الطويل

أرباح سريعة من التحركات قصيرة الأجل

الهدف

أدنى (نمو مستقر)

مرتفعة (سوق سريع الحركة)

مستوى المخاطرة

القوة الأساسية للأصول

تقلبات عالية وسيولة مرتفعة

تركيز السوق

اكتشف شروطًا مرنة للتداول اليومي

طوّر استراتيجيتك اليومية بفضل سبريد منخفض ورافعة مالية مرنة.

جرّب الحساب التجريبي مجانًا

هل التداول اليومي مربح حقًا؟

بين إمكانات الربح ومخاطر الخسارة

تعتمد ربحية التداول اليومي على جملة من العوامل الأساسية، أبرزها:

  1. الكفاءة والخبرة: إذ لا بدّ للمتداول من إتقان مهارات عدة، على رأسها إتقان مهارات تحليل نفسية السوق، وفهم التحليل الفني، وتنفيذ الصفقات بدقة وسرعة.
  2. أحوال السوق: ففي فترات النشاط المكثف في سوق الأوراق المالية، ترتفع مستويات المخاطرة، مما يستوجب حنكة في إدارتها وتقديرها.
  3. الانضباط و التحكم في العواطف: الانجراف وراء القرارات العاطفية قد يفضي إلى خسائر فادحة في وقت وجيز.
  4. إدارة المخاطر: المتداول الناجح يحرص على تحديد أوامر وقف الخسارة، ويتجنّب المجازفة بجزء كبير من رأس المال في صفقة واحدة.

فمن دون استراتيجية واضحة وانضباط صارم، قد تتراكم الخسائر سريعًا، مما يجعل التداول اليومي من أكثر أساليب التداول مخاطرة.

كم تبلغ نسبة نجاح المتداولين اليوميين؟

يرى أهل الاختصاص أن القلّة فقط من المتداولين اليوميين يحققون أرباحًا منتظمة على مدى زمني طويل. وتشير الدراسات إلى ما يلي:

  • ما بين 70% إلى 90% من المتداولين اليوميين يُمنى بخسائر مع مرور الوقت.
  • نحو 10% فقط يحققون أرباحًا ثابتة، غير أن من يصل منهم إلى النجاح طويل الأمد لا يمثل سوى نسبة ضئيلة.
  • أما أولئك الذين يُعدّون من نخبة المتداولين، فيلتزمون استراتيجيات دقيقة ويطبقون قواعد صارمة في إدارة المخاطر، إلى جانب مواصلتهم التعلم في مسارهم المهني.

وغالبًا ما تكمن أسباب فشل الكثيرين في الانجرار وراء العواطف، والإفراط في التداول، وسوء إدارة المخاطر. وإن إدراك احتمالات النجاح المتوقعة يُعين المتداول على خوض التداول اليومي بتأهب واستعداد كافٍ.

مثال على صفقة تداول يومي

كيف تُنفّذ صفقة تداول يومية في العادة؟

الخطوة 1: تحليل السوق: قبل انطلاق جلسة التداول، يُجري المتداول تحليلاً شاملًا لحركة الأسعار، وحجم التداول، والمؤشرات الفنية، فضلًا عن متابعة الأخبار المؤثرة في السوق.

الخطوة 2: تحديد فرصة التداول: يرصد المتداول نمطًا واضحًا أو إشارة فنية محددة، كاختراق مقاومة، أو ارتداد سعري، أو بلوغ مستوى دعم أو مقاومة بارز.

الخطوة 3: نقطة الدخول: بناءً على خطة التداول المعتمدة، يُقدِم المتداول على فتح صفقة شراء أو بيع وفق ما تشير إليه المعطيات.

الخطوة 4: تحديد وقف الخسارة وجني الأرباح: يُحدّد مستوى وقف الخسارة لتقليل المخاطر، ويضع هدفًا لجني الأرباح لضمان المكاسب.

الخطوة 5: مراقبة الصفقة: يتابع المتداول مجريات السوق، ويتفحّص الإشارات الفنية أو الأخبار العاجلة، استعدادًا لتعديل الصفقة أو الخروج منها عند الحاجة.

الخطوة 6: إغلاق الصفقة: تُغلق الصفقة يدويًا أو تلقائيًا عند وصول السعر إلى مستوى وقف الخسارة أو جني الأرباح، وكل ذلك خلال نفس اليوم.

خطوات عملية التداول اليومي النموذجية للمتداولين المحترفين وذوي الخبرة.

تخيّل متداولًا يتوقع أن سهم "XYZ" على وشك تشكيل نمط اختراق صاعد.

فيما يلي خطوات تنفيذ هذه الصفقة:

  1. تحليل السوق: يرصد المتداول مستوى مقاومة مهم عند 50 دولار.
  2. قرار الدخول: مع اختراق السهم لهذا المستوى، تتعزّز إشارة الصعود المحتمل، فيُبادر المتداول بشراء 100 سهم عند سعر 50.10 دولار.
  3. تحديد وقف الخسارة: يضع أمر وقف الخسارة عند 49.50 دولار، للحماية من تراجع مفاجئ في السعر.
  4. هدف الربح: يحدد المتداول مستوى جني الأرباح عند 51.50 دولار، طامحًا إلى تحقيق مكاسب إن سارت الصفقة في الاتجاه الصحيح.
  5. تنفيذ الصفقة: يصل السعر إلى 51.50 دولار خلال ساعة واحدة، فيبيع المتداول الأسهم، محققًا ربحًا قدره 140 دولار (دون احتساب الرسوم).

بهذا النهج المنظّم، يستطيع المتداول ضبط المخاطر وتعظيم الفُرص المتاحة.

أهمية سرعة اتخاذ القرار في التداول اليومي

التداول اليومي يتطلب قرارات فورية لا تحتمل التردد. فالسوق متقلب بطبيعته، والتأخر في اتخاذ القرار قد يُفَوِّت على المتداول فرصة ذهبية أو يُوقِعه في خسارة غير متوقعة.

  • مثلًا، قد يرى متداول نمط اختراق لكن يتردّد، فيفقد لحظة الدخول المثالية. يرتفع السعر سريعًا ثم ينعكس قبل دخوله، ما يؤدي إلى خسارة.
  • أو قد يتباطأ المتداول في الخروج، فيحتفظ بالصفقة أطول من اللازم، متكبدًا خسائر كان بإمكانه تفاديها.

إنّ ما يميّز المتداول الناجح عن سواه في بيئة التداول السريعة هو سرعة البديهة، والانضباط التام في اتخاذ القرار وتنفيذه.

5 طرق لإتقان استراتيجيتك في التداول اليومي

1. الإلمام بحركة السوق واعتماد التحليل الفني

من أبرز المهارات التي ينبغي على المتداول اليومي اكتسابها هي إدراك سلوك السوق، ويبدأ ذلك بإتقان التحليل الفني. فعلى عكس المستثمرين طويلِي الأجل الذين يعوّلون على المعطيات الأساسية، يركّز المتداول اليومي على حركة الأسعار والأنماط والإشارات القصيرة الأجل لاتخاذ قراراته.

ما هو التحليل الفني؟

يعتمد التحليل الأساسي على دراسة الأخبار والأحداث التي تؤثر في السوق، أما التحليل الفني فهو يركّز على دراسة حركة الأسعار في الماضي، ويحاول التوقّع بما قد يحدث لها في المستقبل من خلال الرسوم البيانية وأدوات فنية خاصة.

يمكنك معرفة الأماكن التي يرتفع أو ينخفض فيها السعر من خلال استخدام أدوات مثل "المتوسطات المتحركة" وخطوط الاتجاه. من المهم أيضًا أن تستخدم مؤشرات تساعدك على اتخاذ قرارات سريعة في البيع والشراء، لأن الوقت مهم جدًا في التداول اليومي. هذه المؤشرات تُساعدك على معرفة أفضل وقت للدخول في الصفقة وأفضل وقت للخروج منها.

ومن أبرز الأدوات الفنية والرسوم البيانية المستخدمة:

  • الشموع اليابانية: تُجسّد حركة السعر بصريًا، وتُظهر أنماطًا مثل "شمعة الابتلاع" و"الدوجي" و"المطرقة" تساعد في معرفة إن كان السعر سيرتفع أو ينخفض.
  • المتوسطات المتحرّكة (MA): تُبيّن لك الاتجاه العام للسعر، سواء كان صاعدًا أو هابطًا، من خلال خط ناعم يُظهر لك الحركة بشكل أوضح.
  • مؤشر القوة النسبية (RSI): يُستخدم لرصد حالات التشبّع الشرائي أو البيعي.
  • مؤشر الماكد (MACD): يساعدك في معرفة قوة الاتجاه الحالي، وإن كان هناك تغيّر قادم في حركة السوق.
  • مؤشرات الحجم: تُظهر لك كمية التداول، وهي مفيدة لتأكيد إن كانت الحركة قوية بالفعل أو ضعيفة.

عندما تتعلّم قراءة هذه الرسوم والمؤشرات، ستكون لديك نظرة أوضح وأكثر حيادية عن السوق، مما يساعدك على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، وهو أمر مهم جدًّا في التداول اليومي.

2. إدارة المخاطر من خلال أوامر وقف الخسارة

من القواعد الراسخة في التداول اليومي أن حماية رأس المال تحتل أولوية قصوى، إذ إنّ حركة واحدة خاطفة في السوق قد تمحو حسابك بالكامل في لحظة واحدة. ومن هنا، فإنّ استخدام أوامر وقف الخسارة مع كل صفقة هو شرط لا غنى عنه للمتداول الناجح، لكونه حجر الزاوية في إدارة المخاطر.

ما هو أمر وقف الخسارة؟

وقف الخسارة أداة آلية تُغلق الصفقة عند بلوغ سعر محدّد، بهدف الحد من تفاقم الخسائر. وهي أداة لا غنى عنها للحفاظ على الانضباط في التداول، لاسيّما في الأسواق التي تتسم بالتقلّب الحاد أو أو التي يصعب التنبؤ بتحركاتها.

لماذا أوامر وقف الخسارة ضرورية في التداول اليومي:

التداول اليومي يعتمد على عدد كبير من الصفقات وهوامش ربح صغيرة، ما يجعل من الضروري الحد من الخسائر بسرعة. كما أن التقلبات تكثر عند افتتاح السوق، أو أثناء صدور البيانات الاقتصادية، أو مع الأنباء الكبرى، ما يجعل أمر وقف الخسارة بمثابة درع يحمي حساب المتداول إن انعكس اتجاه الصفقة عليه فجأة.

مثال تطبيقي لاستخدام أمر وقف الخسارة:

افترض أنك اشتريت زوج اليورو مقابل الدولار (EURUSD) عند مستوى 1.1000، متوقعًا اختراقًا صاعدًا:

  • وضعت أمر وقف الخسارة عند 1.0970، ما يعني تحمّل مخاطرة قدرها 30 نقطة.
  • فإذا انخفض السعر إلى هذا المستوى، تُغلق الصفقة تلقائيًا، مما يحدّ من خسارتك.

أما إذا سار السوق في الاتجاه الذي توقّعته، وبلغ سعر مستوى جني الأرباح 1.1050، فإنك ستحقق 50 نقطة ربح، بما يعادل نسبة مخاطرة إلى عائد تساوي 1 إلى 1.6. وتُعدّ هذه الأوامر جزءًا جوهريًا من أي استراتيجية تداول متينة، ويعتمد عليها عدد كبير من المتداولين المحترفين.

إن وضع أمر إيقاف الخسارة في مكانه المناسب يضمن ألّا تؤدي صفقة خاسرة واحدة إلى خسارة مجمل أرباحك. وعلى المدى الطويل، يتبيّن أنّ الفارق الحقيقي بين المتداول المنضبط الذي يبني أرباحه تدريجيًا، وبين ذلك المتهوّر الذي يبدّد رأس ماله في صفقة واحدة، يكمن غالبًا في مدى التزامه باستخدام أوامر وقف الخسارة بوعي ودقّة.

رسم بياني لتداول الفوركس على منصة Exness، مع إبراز مستوى وقف الخسارة (SL).

3. المحافظة على انضباط التداول

الانضباط هو عماد التداول اليومي الناجح، وركيزته التي لا يقوم بدونه أساس. فمن دون التزام صارم بخطة التداول، لا جدوى حتى من أكثر الاستراتيجيات قوة، إذ كثير من المتداولين لا يخسرون أموالهم لضعف في استراتيجياتهم، بل لأنهم لا يلتزمون بالخطة التي وضعوها لأنفسهم.

لماذا الانضباط مهم:

في أثناء التداول اليومي تتغيّر أوضاع السوق بسرعة، ولذا فإن إعداد خطة تداول محكمة مسبقًا—تتضمن نقاط الدخول والخروج، وتحمل المخاطر، والمنهج المتّبع—يحول دون اتخاذ قرارات لحظية غير محسوبة. الالتزام بهذه الخطة يُغني المتداول عن ردود الأفعال الغريزية، ويُجنّبه الاضطراب النفسي والعاطفي الذي قد يُربك قراراته.

كيف تؤثر العواطف على خطتك؟

  • الخوف قد يدفعك إلى إغلاق صفقة قبل أوانها، فتخسر أرباحًا كانت في المتناول.
  • الطمع يُغريك بالإفراط في التداول أو التمسك بصفقات خاسرة أملاً في انعكاسٍ مفاجئ.
  • الإحباط من الخسارة قد يقودك إلى التداول الانتقامي، حيث تحكم العاطفة القرار وتغيب الحكمة.

تأمل في مثال بسيط: إن كنت قد قررت مسبقًا أن تغلق صفقة بخسارة لا تتجاوز 2%، ثم اخترت أن "تنتظر قليلًا" علّ السوق يرتد لصالحك، فأنت بهذا تخالف قواعدك وتفتح الباب لعادات قد تُكبّدك خسائر أفدح مستقبلًا.

ورغم أن المهارة الفنية ضرورية في التداول اليومي، إلا أن الانضباط الذهني لا يقل عنها أهمية، بل هو ما يميّز المتداول المحترف عن المبتدئ: القدرة على التماسك عند الخسارة، والمضي قدمًا وفقًا لخطة مدروسة، لا وفقًا للعاطفة.

4. اختيار منصة مناسبة للتداول اليومي

المنصة التي تختارها للتداول اليومي لديها تأثير كبير على أدائك، خاصة حين يكون الفارق بين الشراء والبيع مجرد ثوانٍ أو دقائق.

أهم الخصائص التي ينبغي توفّرها في منصة التداول اليومي:

  • سرعة التنفيذ: من أبرز العقبات التي يواجهها المتداول التأخير في تنفيذ الأوامر، أو ما يُعرف بالانزلاق السعري، الذي قد يُفقده الأرباح المرجوة. بعض المنصات تُتيح تنفيذ الأوامر بسرعة شبه فورية، مع انزلاق سعري شبه معدوم.
  • انخفاض السبريد والعمولات: التداول اليومي يتطلب تنفيذ عدد كبير من الصفقات، مما يراكم التكاليف. لذا، من الأفضل اختيار شركة وساطة مالية تقدّم سبريد منخفض وعمولات بسيطة أو معدومة إن أمكن.
  • أدوات الرسم البياني المتقدّمة: ينبغي أن توفّر المنصة أدوات الرسم، والمؤشرات القابلة للتخصيص، والرسوم البيانية اللحظية، وسائر الوسائل التي تتيح لك ضبط أدواتك كما تشاء.
  • واجهة قابلة للتخصيص: كلما كانت الواجهة مرنة وسهلة الاستخدام، زادت قدرة المتداول على تنفيذ مهامه الأساسية بدقة وسرعة.
  • أدوات إدارة المخاطر: من قبيل التداول بنقرة واحدة، أوامر جني الأرباح ووقف الخسارة، والتنبيهات الخاصة بالهامش، وغيرها من الأدوات التي تُسهم في إدارة أكثر فاعلية للصفقات.

ماذا هذا الأمر مهم:

تخيل أنك تمارس سكالبينج على زوج EURUSD بهدف تحقيق ربح قدره 5 نقاط في كل صفقة. فإذا كانت المنصة تُطبّق سبريد بمقدار نقطتين، وتُعاني من بطء في التنفيذ، فربما لا يتجاوز ربحك نقطتين، أو تتحوّل الصفقة إلى خسارة فعلية.

لهذا السبب، صُمّمت منصات مثل Exness لتمنحك سرعة تنفيذ عالية، وسبريد منخفض، ودقة لا غنى عنها في كل ثانية. إنها توفّر للمتداول اليومي أدوات سهلة الاستخدام وتُتيح له التحكّم الكامل بكل ثانية من وقت التداول. إنّ اختيار المنصة المناسبة ليس مسألة راحة فقط، بل هو عنصر أساسي في بناء استراتيجية تداول ناجحة.

منصة التداول اليومي من Exness توفّر ميزات متعددة للرسم البياني

5. تدرّب قبل أن تتداول بأموال حقيقية

يجب على المتداولين المبتدئين أولا أن يتدرّبوا كثيرا قبل الانخراط في التداول اليومي باستخدام الأموال الحقيقية. إذ يوفّر الحساب التجريبي بيئة محاكاة للأسواق الواقعية، تتيح استكشاف تحرّكات السوق المختلفة وتجربة استراتيجيات متنوّعة دون تعريض أموالهم الحقيقية لأي مخاطرة.

أهمية التدريب التجريبي تكمن في النقاط الآتية:

  • إتقان التعامل مع المنصة: يمنحك التدريب فرصة للتعوّد على أدوات المنصة، من تنفيذ الأوامر إلى وضع أوامر وقف الخسارة، فضلًا عن استخدام الرسوم البيانية بمرونة وسلاسة.
  • ابتكار استراتيجيتك وصقلها: يتيح لك الحساب التجريبي اختبار عدد من استراتيجيات التداول اليومي، لاكتشاف الأنسب منها وتطويرها، وكل ذلك دون تعريض رأس المال الحقيقي للخطر.
  • تعزيز الثقة والانضباط: إن كثرة التدريب تُمهّد لتجربة تداول أكثر استقرارًا، إذ يُغنيك عن القلق من التردّد أو التأخّر في اتخاذ القرار، ويصقل مهاراتك الذهنية والعملية على السواء.

مثال :

عند اختبارك لاستراتيجية اختراق سعري، يمكنك من خلال الحساب التجريبي تجريب إعدادات مختلفة، وتبديل الأطر الزمنية، وتحديد مواضع أوامر وقف الخسارة. كما يمكنك استخدام سجّل التداول وأدوات تقييم الأداء لتحديد ما كان سينجح فعليًا من تلك التجارب.

شركة Exness توفّر للمتداولين إمكانية تطوير مهاراتهم عبر حسابات تجريبية شاملة تحاكي الأسواق الحقيقية. ومن خلال المواظبة على التدريب وصقل المهارات، يعزّز المتداول قدرته على تنفيذ الصفقات بدقة والتعامل بثقة حتى تحت ضغط السوق.

وباختصار، البدء بالتداول عبر الحساب التجريبي أمرًا لا غنى عنه، لأن نجاحك في التداول الفعلي مرهونٌ بمدى جاهزيتك واستعدادك المسبق.

أبرز المخاطر والتحديات في التداول اليومي

تقلبات السوق و التحكم في العواطف

تقلبات الأسعار سيف ذو حدين بالنسبة إلى المتداول اليومي، فهي تفتح أبوابًا لاغتنام الفرص من جهة، لكنها قد تعرّضه لخسارة مفاجئة في أي لحظة. إذ إنّ المتداول الذي يُقدِم على البيع والشراء خلال دقائق أو ساعات قليلة، يعلّق مصيره بتحرّكات الأسعار في تلك اللحظات القصيرة.

والعواطف بطبيعتها تنبع من رغبة الإنسان في التفاعل والاستجابة. غير أنّ عالم التداول لا يرحم تلك الاستجابات العفوية، إذ يفرض على المتداول اتخاذ قرارات سريعة مبنيّة على بيانات محدودة ومتشظية، وفي وقت ضيّق. هذا الضغط النفسي قد يفضي إلى قرارات عاطفية متسرعة تُلحق الضرر بأداء المتداول.

وفيما يلي أبرز الأخطاء العاطفية التي يقع فيها المبتدئون:

  • الإفراط في التداول: فتح عدد مفرط من الصفقات في اليوم الواحد، حتى وإن كانت هناك خطة تداول واضحة. ويحدث هذا غالبًا بدافع قهري لاسترجاع الخسائر.
  • التداول الانتقامي: الرجوع إلى السوق سريعًا بعد تكبّد خسارة، بدافع الإحباط أو الغضب، والرغبة في التعويض. وغالبًا ما تكون النتيجة خسائر أفدح.
  • التردّد: التخاذل عن اتخاذ القرار عند ظهور فرصة مثالية، بسبب الخوف من توفيت الفرصة (FOMO)، ثم الدخول في وقت متأخر لا يجلب نفعًا.

ينبغي أن تبذل الجهد ذاته في تعلّم ضبط النفس و التحكم في عواطفك كما تبذله في تعلّم المهارات الفنية. فالمتداول اليومي الناجح يسعى لبناء ذهنية متزنة، ترتكز على الانضباط، الصبر، والثبات، لا على السعي الأعمى وراء الربح.

الرافعة المالية والتداول بالهامش

من أكثر الجوانب جاذبية في التداول اليومي، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، هي القدرة على التداول بالهامش. ويقصد بالتداول بالهامش استخدام الرافعة المالية، التي تتيح للمتداول فتح صفقة تفوق في قيمتها ما يملكه من رأس مال. هذه الآلية تزيد من فرص تحقيق الأرباح، لكنها في الوقت ذاته تضاعف المخاطر، مما يجعل إدارة المخاطر ضرورة حتمية.

ما هي الرافعة المالية؟ وكيف يعمل نظام التداول بالهامش؟

نظام التداول بالهامش يتيح لك اقتراض الأموال من شركة الوساطة المالية لفتح صفقات تتجاوز حجم رأس المال في حسابك. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الرافعة 1:50 وكان الهامش المتوفر لديك 1,000 دولار، يمكنك فتح صفقة بقيمة 50,000 دولار. ولكن ينبغي الحذر، فحتى تحركات طفيفة في السوق قد تؤدي إلى أرباح أو خسائر كبيرة.

مثال:

  • تحرّك السوق بنسبة 1% على صفقة بقيمة 50,000 دولار يعني ربحًا أو خسارة قدرها 500 دولار.
  • فإذا كان الهامش 1,000 دولار، تكون النتيجة مكسبًا أو خسارة بنسبة 50% من حسابك في صفقة واحدة فقط.

مخاطر التداول برأس مال مُقترض:

  • في حال تحرك السوق ضدك، قد تتجاوز الخسائر إيداعك الأولي بسرعة.
  • وقد تصدر شركة الوساطة نداء هامش أو المارجن كول (Margin Call)، يُلزمك بإيداع أموال إضافية للحفاظ على صفقتك مفتوحة.
  • وإن لم تتمكن من تلبية متطلبات الهامش، قد تُغلق شركتك الوسيطة الصفقة تلقائيًا، وغالبًا بخسارة.

إنّ الرافعة المالية، رغم كونها أداة فعّالة، تتطلب حذرًا بالغًا، لاسيّما من قِبل المتداولين الجدد. فالحجم الصغير للصفقات، والرافعة المنخفضة، وتحديد مستويات إيقاف الخسارة بدقة، هي عوامل جوهرية للتداول الآمن بالهامش. ولا تنسَ: الرافعة المالية تُعظّم كلًّا من العائد والمخاطرة على حدّ سواء.

الاستثمار طويل الأجل مقابل التداول اليومي

الاستثمار طويل الأجل يساعدك على الابتعاد عن القرارات العشوائية الناتجة عن التوتر أو الخوف، ويمنحك وقتًا كافيًا لفهم السوق واتخاذ قرارات مدروسة. أما التداول اليومي، فهو أسرع ويمكن أن يحقق أرباحًا في وقت قصير، لكنه أكثر تقلبًا وقد يسبب ضغطًا كبيرًا، ولا يُنصح به للمبتدئين. أغلب المستثمرين يفضّلون بناء ثرواتهم بهدوء وعلى مدى طويل من خلال شراء أصول قوية بعد دراستها جيدًا، وهذا ما يمنحهم أمانًا ماليًا مع مرور الوقت.

لماذا يُعَدّ الاستثمار طويل الأجل الخيار الأفضل لمعظم المتداولين؟

  • لا يتطلب مراقبة مستمرة أو قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات.
  • أقل توترًا، إذ لا يعتمد على قرارات فورية وسريعة.
  • تقلّ فيه وطأة تقلبات السوق مع امتداد الزمن.
  • تعتمد العوائد غالبًا على قوة التراكم الزمني واتجاهات السوق الكبرى، لا على تقلبات اليوم الواحد.

لمن يصلح التداول اليومي؟

  • للمتداولين الذين يتقنون العمل في بيئات سريعة التغيّر.
  • لمن يتحلّون بدرجة عالية من التحمّل النفسي والقدرة على تقبّل الخسائر والتعامل معها بهدوء.
  • لمن لديهم وقت وانضباط كافٍ للالتزام بخطة تداول محكمة.
  • لمن من يحرصون على التعليم المستمر وتطوير مهاراتهم باستمرار.

وباختصار، فإن الخيار بين الاستثمار طويل الأجل والتداول اليومي يعود إليك، وفق أهدافك، ونمط حياتك، وتفضيلاتك الشخصية. فإن كنت تجد في نفسك شغفًا بمتابعة الأسواق يوميًا، ولديك القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة في فترات وجيزة، وتمارس إدارة صارمة للمخاطر، فربما يكون التداول اليومي هو طريقك الأمثل.

اتّبع التداول اليومي بكل ثقة

استفد من سبريد منخفض ورؤية تحليلية واضحة، عبر حساب تجريبي أو حقيقي.

سجّل اليوم

أهم النقاط المستخلصة

  1. يقوم التداول اليومي على شراء وبيع الأصول خلال اليوم نفسه، بهدف الاستفادة من تقلبات السوق قصيرة الأجل، دون الاحتفاظ بالصفقات إلى اليوم التالي.
  2. يمكن تطبيق التداول اليومي على معظم الأسواق، بما في ذلك الفوركس، سوق الأسهم، والعقود المستقبلية والخيارات، مما يوفّر فرص تداول عبر فئات أصول متنوّعة في بيئة تداول إلكترونية.
  3. من مزايا التداول اليومي: إمكانية تحقيق أرباح سريعة، وانعدام مخاطر التبييت، وتوفّر فرص تداول متكررة في اليوم الواحد.
  4. أما عيوبه فتشمل: التوتر العاطفي الشديد، وارتفاع احتمال الخسارة، والحاجة إلى التفرّغ الكامل لمتابعة تحرّكات السوق السريعة.
  5. إدارة المخاطر ركيزة أساسية في نجاح المتداول اليومي، وذلك باستخدام أوامر وقف الخسارة، وتخفيض الرافعة المالية، والتدرّب عبر حسابات تجريبية قبل تمويل الحساب الحقيقي.
  6. التداول اليومي يتطلب التعلّم المستمر و قدرة على التحكم في العواطف والانضباط الذاتي، لأن التسرّع في اتخاذ القرارات وكثرة التداول بدون تفكير من أكثر الأخطاء التي يقع فيها حتى المتداولون المحترفون.
  7. للبدء في التداول بفعالية ، يجب أن تُدرك أنّ التداول اليومي ليس ارتجالًا، بل علم واستعداد، وقدرة على التفاعل السريع أثناء يوم التداول.

أفكار ختامية: هل التداول اليومي مناسب لك؟

إن كنت مهتما بالأسواق المالية، وقادرًا على تخصيص الوقت للتعلّم والتطبيق، محافظًا على هدوئك تحت الضغوط، فإن التداول اليومي قد يكون خيارًا ملائمًا لك. ومع ذلك، لا تتعجل خوض التجربة؛ بل ابدأ بحساب تجريبي، وطوّر استراتيجيتك خطوة فخطوة، فبذلك ترسم لنفسك طريقًا سليمًا نحو الاحتراف.

مشاركة

تداوَل مع وسيط موثوق به اليوم